تفسير: ومن دخله كان آمناً

الحمد لله
(من دخله) أي: من دخل هذا البيت كان آمناً. والمراد بالضمير في قوله (من دخله) جميع الحرم وإن كان ظاهره أن المراد به نفس البناء الذي هو الكعبة، لكن السنة دلَّت على أن الحكم عام في جميع الحرم
وقوله: { {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} } على قولين لأهل العلم:
فمنهم من قال: إن هذه جملة تابعة لما سبق، أي تابعة لقوله: {مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً }، فتكون من الآيات البينات، وهي أمن من دخله حتى في زمن الجاهلية
ومن العلماء من قال: إنها جملة مستأنفة. وهي خبرية لفظاً، إنشائية معنى، أي: من دخله فليكن آمناً، ولا يُتعرض له 
 وعلى كل حال فإن المعنيين يتفقان في وجوب تأمين من دخله؛ لأنه إن كان خبراً عما كان عليه البيت فإنه خبرٌ أقره الله عزّ وجل، وأتى به للاستدلال على الآيات البينات التي في هذا البيت، وإن كان إنشاء فالأمر واضح
وقوله: { {كَانَ آمِناً} } يعني آمناً من أبناء جنسه، وليس آمناً من عذاب الله، ولا آمناً مما يريه الله منه. لكنه آمن من بني جنسه حتى لو رأى الإنسان قاتل أبيه في مكة فإنه لا يتعرض له حتى يخرج، هكذا كانت محترمة 
==========
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله
من تفسير سورة آل عمران

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

تليين القلب الحجر