لماذا كان النبي وأصحابه يخافون من ربهم مع تبشيرهم بالجنة؟
الحمد لله
عبادة الله تعالى تتضمن الخوف والرجاء والمحبة له سبحانه وهذا هو كمال الإيمان
قال ابن القيم رحمه الله :
وقد جمع الله تعالى هذه المقامات الثلاثة بقوله :
( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَه) الإسراء/ 57
فابتغاء الوسيلة هو محبته الداعية إلى التقرب إليه ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف فهذه طريقة عباده وأوليائه
" بدائع الفوائد " ( 3 / 522 )
لا يستغرب أن يكون الصحابة أشد الناس خوفاً من الله ، فكلما ازداد العبد إيماناً : ازداد خوفه من الله ، ألا ترى أن الله تعالى أثنى على أنبيائه ، ورسله بهذه الصفة ، قال تعالى ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) الأحزاب/39
وقد قال تعالى ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) فاطر/ 28 ، فكلما كان العبد بالله أعلم : كان له أخوف ، قال ابن مسعود : وكفى بخشية الله علماً
ونقصان الخوف من الله : إنما هو لنقصان معرفة العبد به ؛ فأعرف الناس : أخشاهم لله , ومن عرف الله : اشتد حياؤه منه وخوفه له وحبه له , وكلما ازداد معرفة : ازداد حياء وخوفاً وحبّاً ، فالخوف من أجلِّ منازل الطريق , وخوف الخاصة : أعظم من خوف العامَّة وهم إليه أحوج ، وهم بهم أليق ولهم ألزم
فعلى ذلك فلما كان الصحابة أعلم وأتقى لله وأعرف به: استلزم ذلك عظم خوفهم منه تعالى مع الرجاء والمحبة وهكذا حال الأنبياء الذين هم أعرف وأعلم وأتقى لله تعالى من غيرهم
من الناس
من الناس
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل الخوف ، والرجاء ، والمحبة
=========
مختصر من الإسلام سؤال وجواب