صبر يوسف ( من درر ابن تيمية)

الحمد لله
قال ابن القيم - رحمه الله - في ( مدارج السالكين : 2 / 156 ) : وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول:
 كان صبر يوسف عليه السلام عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخوته له في الجب وبيعه وتفريقهم بينه وبين أبيه ؛ فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره ، لا كسب له فيها ، ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر

وأما صبره عن المعصية : فصبر اختيار ورضى ومحاربة للنفس ، ولا سيما مع الأسباب التي تقوى معها دواعي الموافقة ؛ فإنه كان شابًا ، وداعية الشباب إليها قوية ؛ وعزبًا ، ليس له ما يعوضه ويرد شهوته ؛ وغريبًا ، والغريب لا يستحي في بلد غربته مما يستحي منه من بين أصحابه ومعارفه وأهله ؛ ومملوكًا ، والمملوك - أيضًا - ليس وازعه كوازع الحر  


 والمرأة جميلة ، وذات منصب ، وهي سيدته ، وقد غاب الرقيب ، وهي الداعية له إلى نفسها ، والحريصة على ذلك أشد الحرص ؛ ومع ذلك توعدته إن لم يفعل بالسجن والصغارومع هذه الدواعي كلها صبر اختيارًا وإيثارًا لما عند الله
وأين هذا من صبره في الجب على ما ليس من كسبه ؟
 

========= 
الشيخ محمد محمود إبراهيم عطية
من موقع ملتقى أهل التفسير
http://vb.tafsir.net/tafsir32843/#.U030YMKKBLN

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

تليين القلب الحجر